..

أوجاعك الطيبات (4)

أيها الكتاب الحزين مثلي
أنا وأنت نتشارك نفس الجراح ونعارك نفس الحياة ,غير أن الناس تقرأك رغم صمتك وأنا لا أحد يقرأني رغم نطقي.
انت وجع طيب وأنا دمع ينهمر على شفاه مبتسمة, فهاك اقرأني الليلة كما قرأتك في كل لياليك .
قلب صفحاتي كما تشاء وناقش عناويني كما تشاء, ولكن لن تفهمني الا اذا بدأت من نهايتي كما بدأتك.
وضمني اليك كما ضممتك الي. وكن انا وانت واحدا, حبرك دمي وعنوانك شاهد قبري وصفحاتك سنين عمري,  فإني منذ حملتك في صدري وأنا أزداد يقينا انك ما ولدت الا لتكون أنا...
دعنا نرقص رقصة مجنونة كايامي اسمها الفراق..
نتقدم خطوة الى "المهرج" ونرجع خطوتين هكذا الى "سنونوات الفقد"
امسك بـــ" يدي مشنوقة على قلم مملوء كلاما" وبعد سنين من يأس دعنا نتمايل يمينا نحو "الانسان يحمل الامل كله", ودر دورة كاملة كدورة الارض التي تطلع عليها الشمس من المغرب ثم اكمل خطواتك المنكسرة يسارحقل أشواك, من غير أن نترك قلبينا في الخزانة يمين الباب, لعل الأشواك تضمد جراحنا ولعل الاحباط واليأس المزهر هناك يطعمنا سعادة...
هي الرقصة الأخيرة التي أحرك فيها وأهيج مشاعري لأنفض عني خمولا أصاب وجودي...
ارقص ارقص مغمض العينين وتخيل نفسك تقطف ياسمينا  وانت تضع يدك على العوسج , كما فعلت أنا قبلك حين أغمضت عيني وتخيلت نفسي أحقق أحلاما ...
حرك يديك امام عينيك كما راقص هندي بارع يحاول ان يضع عينيه وراء قضبان يديه, حركها لعلك تستطيع ان تمسح عن وجهك هذا التعب .
واضرب قدميك مع الأرض كجندي غبي يمضي نحو موته لكي تظل سيارته تتحرك بالبترول...
اضرب لعلك تكتشف ان ذلك الموت الذي ترهبه هو الحياة .

الانسان يحمل الامل كله

بل هي مقولة صحيحة يا سيدتي, والانسان حين يكون صغيرا يعيشها ولا يفهمها, وحين يكبر يفهمها لكنه ينساها..
وأكبر دليل هو رجوعك الى الوراء جدا لكي تتذكري ابطالك الجميلين الذين يتذوقون الحب تحت اقدام العابرين , وهم غير مبالين ماداموا بعيدين جدا عن حواف السجادة , 
و أظنك قد صرت اليوم قد نسيت تعليق السجادة على الحائط وتركتها لأمل انسان اخر يراها ويعتذر بالنيابة عنك لأبطاله فيها, ويتذوق الصابون حين يراهم يغتسلون في الغسالة...



تعريف 

 الكبر هو تلك  الفوطة التي تمسح بها الطفولة انسانيتها؟

.

.