..

ما عدت أجيد الكتابة



ما عدت أجيد الكتابة…


ما عدت أجيد الكتابة…
بدأت كاتبا "السلام على عينيك السماويتين"
 ثم شطبت ما كتبت, فحين انظر إلى عينيك اشعر أن السماء أسفل قدمي‚ أما عيناك فتسموان… 
ثم كتبت "فمك كتاب واللذة فيه علم, وآنا طالب علم مبتدئ لا يتقن قراءة حروف شفتيك"
 ثم مزقت الورقة, فقبلة منك تفوق كل العلوم التي خُطت عن الطبيعة‚ فلا علم يستطيع أن يفهم ما يحلله جسدي وآنا في مدرسة حضنك أتمرن على حل المسائل التي تطرحها شفتاك.
فمصباح أديسون لا ينير ليلي بالقدر الذي تنيرينه لي بقبلة.
وديناميت نوبل لا يبعثرني بالقدر الذي تبعثرني فيه قبلة.
صبي علي دفء شفتيك لاقتنع أن الأقلام تستحق الكسر وفمي يمارس متعة السباحة في بحر لعابك العسلي‚ وروعة السياحة في تضاريس جسدك الخرافي.
لِديني من رحم القاف ودعيني أتنفس هواء الباء وإذا مت‚ ادفنيني في قبر اللام‚ وأنا في حضنك يا روعة فاقت كل إدراكي!
كل الطرق تؤدي إلى روما …
 فأين السبيل إليك وقد احترفت مهنة الانتظار والبحث بين السحب علّك تمطرين ذات دمع فتنزلين علي كتمثال من ذهب يغنيني عن رسم القلوب على الجدران أتوهمها قد خُلِقت لي؟
كل الطرق تؤدي إلى روما… 
فكوني أنت طريقي كي اصل إلى نفسي التائهة في صحراء عربية القسوة والشهوة. 
إلى نفسي أسير وسط ظلمة أمزقها بشفتيك حيث بهما أودع الشمس لأحلم بحضن خياليّ لا يخطر إلا على صدري المنهك.
ما عدت أجيد الكتابة…
فقلمي اعتذر منذ أن اتخذت يدي أناملك أقلاما‚ والدفاتر انسحبت حين كتبت على صفحة صدرك كلاما.
ما عدت أجيد الكتابة…
 منذ صارت بين قلبينا قرابة‚ تأسرهما عصابة مؤلفة من أربع شفاه وجنون‚
وكرها مائدة وسرير و بحر ومكتبة وأي مكان‚ 
وقتها ذات شتاء‚ ذات صيف‚ ذات غروب‚ وفي أي زمان. 
حيث هي الخطر..
حيث هي الأمان.
تهب مهاجمة إيانا سارقة كل عقل مغتصبة كل اتزان.
ما عدت أجيد الكتابة…
فشفتاي لها جنون يفوق جنون اليراع
ومتعتها تجُبُّ كل إبداع..
لها رقصة شرقية على لحن عربي أبدعه أعجمي‚ تُشعرك بحرِّها ولهيبها وحرصها وقسوتها ووفائها وجمالها.
إذا انفتحت أغلقت وإذا انغلقت فتحت! 
لا تطيع ولا تحب أن تطاع‚ كأنها في حرب جاهلية دامت أربعين سنة تصر على الاستمرار في حميَّتها.
هي قس بن ساعده في بيانها‚ والمتنبي في حكمتها‚ والحجاج في دهائها‚ ونوسترداموس في سحرها‚ وخرافة في عجائبها‚ وجميل بثنة في وفائها.. فلا تكون إلا لك.
ما عدت أجيد الكتابة 
بعد أن جُنّت شفتاي وصارتا مع العصابة...




.

.