..

تصبح على خير





تصبح على خير



"تصبح على خير"
قالتها وفي قلبها صدع وعلى عينيها دمع …
وغاصت تعانق الوسادة تحاول الاستنجاد بها مني‚ تخفي عن وجهها شرا قد اتاها مني في لحظة طيش…
"تصبح على خير"
قالتها وهي تعلم انه لا خير ولا صبح ما دمت لا استطيع شرب دمعها الغالي .
قالتها وأنا لا استطيع صب دمعها النقي في اناء اغسل به كل قبحي .
"تصبح على خير"
وهي تنتظر مني  ان ابدع  جنونا  واصنع هلوسة تنسيها ما اصابها مني‚ كأني الطبيعة احرقها بصيفي فتقعد منتظرة شتائي!
تهرب من انيابي وتختبئ في فمي!
تهرب من يدي وترتمي في حضني!
…. و
"تصبح على خير"
و كأنها تظن ان بعد الليل صبح دونها.
و كأنها لم تعلم بعد انها هي الصبح و انها هي الخير‚
وانه يمكن أن يكون: 
اثناء الليل صبح
و اثناء الشر خير
و اثناء الهم فرح
و اثناء الوقف سير
انه يمكن ان يكون اثناء كل سلب ايجاب لو انها قالتها دون ان يهتز قلبي حسرة على دمعها الساخن
انا يا حبيبة القلب لي عالمان:
عالم فرح لا اتقن كتابته بل نطقه‚ وعالم حزن لا اجيد نطقه بل كتابته. لذلك تجدين اغلب كتاباتي حزنا‚ حيث لحظة الحزن هي لحظة موتي‚ وهل للموتى ان يُسمعوا الاحياء صوتا؟
هذه مقبرتي…
هنا ادفن سري العبوس وأحط على قبره شاهدا دون زخرفة… هنا قبور اسرار كثيرة وكل شاهد فيها يحمل اسما ما‚ كشاهد هذا القبر مثلا يحمل اسم همّ "تصبح على خير"
"تصبح على خير"
قالتها وكأنها واقفة على قبري تلقي علي اخر نظرة قبل ان  يواريني التراب‚ تسأل الله بها ان يرحم غربتي ويغفر جهلي…
قالتها وهي تنتظر مني في لحظة فقدان امل ان استيقظ من نومتي وانسج لها من الكلام ما يحيي قلبها .
انا يا حبيبة القلب كنت اود ان اقول بعد تلك  الـــ" تصبح على خير" : اني لن اصبح!
كيف يكون الصبح صبحا وأنا علمي يقين بان شمسك لن تصبح؟
كنت اود ان اقول ما تحبين سماعه وما هو في صدري يتأرجح:
أن حياتي معلقة بشفتيك‚ متى ابتسمتا انتعشت! وسعادتي محبوسة في عينيك‚ متى ادمعتا غرقت!
واني احبك حبا جما يصعب علي اظهاره نظرا لضعفي ولقوته ولهزالة لغتي ولدقة معانيه ولضيق جسدي ولرحابة  نواحيه ولقبحي ولجماله‚ حتى ليُخيّل الي ان حمَام الحب نزل في عش غراب…
كنت اود ان اقول اني مبتدئ في الحب واني لا اجيد ممارسته كما تتوقعين لاني يا حبيبة القلب اشعر اني ما عرفت الحب من قبل ولا ذقت طعمه من قبل كما ذقته معك.
وقد كنت قبل ذلك اشعر اني المعلم الخبير بأسراره السابر اغواره لا يطير منه طائر ولا يغوص فيه غائص إلا اصطدته.
والآن بدأ الامر يختلط والطرق تتقاطع والحيرة تتساقط لأعلم يقينا ان معك يختلف الحب‚ وان معك يرتقي بي الحب الى مدارك النجوم‚ وان الحياة معك لا تشبه الحياة‚ وانه ان اردت ان احيى فيك فلا بد ان اموت في نفسي.
كنت اود ان اقول اني الاضعف في صراخي‚ وان القسوة التي ترينها علي ليست سوى  حزن لا اجيد نطقه ولا احب ان ابديه‚ ليس لأنك لا تستحقينه ولكن  لاني اعلم انه سيبدو مشوها للغاية  على مرآة لساني الصدئة.
لا يليق بنا ان نضع الجثة الهامدة على كرسي العرس نحتفل بموتها‚ لذلك فلتتركي حزني هنا دفين الصمت.
لحظة حزني تجري الكلمات جريان النهر النشيط وقبل ان تصل الى المصب يعترضها السد المنيع فتتوقف واصمت فأبدو في غاية اللامبالاة والقسوة
كالناظرة الى السد من الجهة الامامية تجد الماء يعبر منه قليلا لا تعلم ان خلفه يختفي الغرق.
لحظة حزني اود ان اقول:
لا تنامي فأنت نومي وكيف انام ان نام النوم عني؟
وكيف احلم؟
وكيف اصبح؟
وكيف اكون؟
والحلم انت والصبح انت والكون انت…
يا جنونا يعانق اخر ليلي!
أقسم اني احبك…
لا اعرف كيف اعتذر حين اخطئ في حقك لكن هذا لا يعني اني لا احبك‚ كما الجائع حين لا يعرف كيف يستعمل الشوكة والسكين فهذا لا يعني انه ليس جائعا.
احبك!
وأحب فيك الصدق السابح في شفتيك والحلم المتعلق بعينيك والخجل المختبئ في خديك واللهفة البادية بيديك و الشموخ الناهد في نهديك , وأحب فيك الاهتمام المعلق في اذنيك والضعف المتربص بين ساعديك
احبك!
وأحب السلم الآتي من قلبك والوفاء الرابض في صدرك وأحب فيك انك الاحلى والأفضل والأصدق والأشهى
فلا الحب قبل حبك حب ولا الحب بعد حبك حب
 كنت اود ان اقول:
انه لا استعداد لدي ان انفى من وطن ادمنت حضنه ولا استعداد لدي ان امنع ثمرا تعودت قطفه ولا استعداد لدي  ان امارس طقوس وحدتي من غير شموعك وموسيقاك ولا استعداد لدي ان أرقص بغير حبك
و…

"تصبحين على خير"





.

.